القوات المشتركة.. طلقة الجمهورية

تهامة نت؛

 

للكاتب/ عبدالسلام القيسي:

 

قبل بزوغ القوات المشتركة كانت المعركة الوطنية قد خمدت، وكان ظهورها الجبار في الساحل الغربي هزيمة أخيرة لمليشيا الحوثي التي رقصت فقط على وتر الخلاف بين المكونات النضالية في ربوع الوطن اليمني، فالقوات المشتركة التي جمعت حراس الجمهورية مع العمالقة والمقاومة الجنوبية اضافة الى أبناء البلاد السمراء رجال تهامة والزرانيق أعادت توحيد الجهات والألوان نحو تخليص اليمن من حوثي ايران ودحرهم من الجزيرة العربية.

 

 

 

مثلت القوات المشتركة برباعيتها اليمنية الخالصة فطنة اليمني الواحد الذي تنافر من كل مدينة للحفاظ على جمهوريته فهنا الجنوبي والشمالي، الزيدي مع الشافعي، ابن تعز مع ابن عدن تجمعهم ساحة واحدة، زنادهم واحد وفوهتهم أيضا، لديهم جميعا عقيدة الاسترداد الحر لكامل التراب اليمني المسلوب ارضا وانسانا، وببضعة أشهر بعد انطلاق عملية تحرير الحديدة حققت من باب المندب الى المدينة انجازاً عسكرياً أبهر الحوثي الذي جمع قتلاه مذهولا مذعورا قبل المتابع للشأن اليمني، وكأنها المعجزات التي أدارت عزيمة الرجال ولكن لن نقولها خوارق فالمعجزة هنا هم رجال الرجال وقبعات جمعت أشعة الجمهورية بحذاقة.

الحديث عن القوات المشتركة في الساحل الغربي يطول ، والذي يجب علينا الكتابة عنه هو اتفاق السويد الذي ألجمها وأنجى من الهلاك مليشيا الحوثي التي كانت تجمع أوانيها في أتون المعركة لترحل عن الحديدة تاركة خلفها الهزيمة المذلة فكيف حدث وأن الشرعية فوتت فرصة كتلك فالمعلوم ان تحرير صنعاء استراتيجيا يبدأ من الحديدة ، دون الحديدة يختنق اذ لا أسلحة مهربة ولا مال ليجمع شذاذه، فبدون الحديدة لا تتهاوى قلعة الرسي، بالحديدة يصمد الحوثي، بالحديدة دون ريب تتكاثر أنفاسه، فهلا علمت الشرعية ذلك وأنهت استوكهولم لمواصلة التحرير حتى أخر نقطة في اليمن الكبير، لنرفع راية الجمهورية على كهف الطاغية المأفون الآتي من أقصى أزمنة العصور السحيقة بدعوة تمت للديناصورات وليس للانسان بها صلة فمعركتنا قامت على المساواة وضد الفصيل المتعجرف وعلى رأسه دعوة كانت كاذبة أو صادقة وترمي الى استعباد اليمنيين ونهب خيراتهم.

لهذا كان تشكيل القوات المشتركة ضرورة حتمية للقفز على التشكيلات الرمادية التي كانت نتاج ظروف غير طبيعية وحرفت بوصلة الحرب وأطالت لتملأ جيوب الشغمة السافلة المعركة وصنعت الكروش وحاربت من أجل الحفاظ على الفنادق تاركة البنادق بلا هدى حتى كانت القوات المشتركة بكل الويتها بندقية الوطن المشكل من الأطياف المجتمعية المؤمنة بالمواطنة الخالصة تحت راية اليمن، على مبدأ التكافل، الكل سواسية أمام الله وأمام القانون دون حاكميات الا للدستور، فالجنوبي يسترد مع أخيه الشمالي كل شبر في الشمال والحديدة مثالا كبيرا لذلك ففي الحديدة كشفت المعركة الواحدة لكل اليمنيين خلافا لشائعات جمة تطلقها جماعات السلالة ومن شذ شذها عن نيات ليست في مخيلة الا سادة الحرب خارج جغرافيا العروبة.

المصالحة الوطنية الحقيقية المثلى تمثلت بالمقاومة المشتركة ، فهنا في تخوم الحديدة تجدون النسيج اليماني على أفضل توحده، لا اثنية، لا مناطقية، لا تطرف، وقد أنتهت كل دعوات الزيف، ومعنوياتهم تخرق قبة السماء، اليمن لا سواه، الكل هنا بلا مواربة أصبحوا مكاربة الزمن الأول وتبابعة، ذابت كل ذهنيات العقود المتطرفة النامية بالدعاية السوداء منذ زمن وبقت اليمن، من أقصاها الى أدناها، من الجبل الى البحر ، المدن هنا والأرياف ، في بانوراما فانتازية تذكر المار من هنت بعصور وزمانات العربي الدائر حول العالم بحثا عن ذاته.

وحالياً ، في خضم المعطيات الراهنة على الساحة الوطنية يتفاقم الحمل الوطني على عاتق القوات المشتركة أكثر من ذي قبل فهي القوة الوحيدة بلا منازع لم تخضع لتجاذبات المصالح الشخصية والحزبية أو المناطقية وقد أثبتت ذلك منذ تأسيسها ، وهنا وددت التنبيه أن القوات المشتركة هي نواة الجيش الجمهوري القادم، هي جيش اليمن.

المجد لكم يا رجال اليمن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *