اتفاق مسقط لإطلاق الأسرى يغفل مصير محمد قحطان: تساؤلات حول العدالة الإنسانية

كشفت مصادر حقوقية وإعلامية يمنية أن الاتفاق المبدئي الأخير، الذي تم التوصل إليه في مسقط بين وفد الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا ومليشيا الحوثي، لإطلاق سراح المئات من الأسرى والمختطفين والمخفيين قسرًا، لم يتضمن كشفًا واضحًا عن مصير السياسي البارز محمد قحطان. هذا التطور، الذي حدث مؤخرًا في العاصمة العمانية، يثير مخاوف جدية بشأن الشفافية والشمولية في مفاوضات تبادل الأسرى، ويترك عائلة قحطان والعديد من العائلات الأخرى في حالة ترقب وقلق مستمرين.

خلفية الصراع ومفاوضات الأسرى

يمثل ملف الأسرى والمختطفين أحد أكثر الجوانب إيلامًا في الصراع اليمني المستمر منذ سنوات. لطالما كانت جهود تبادل الأسرى جزءًا محوريًا من أي مساعٍ للسلام، وتهدف إلى تخفيف المعاناة الإنسانية. شهدت السنوات الماضية العديد من الجولات التفاوضية، برعاية أممية ودولية، نتج عنها إطلاق سراح مئات الأشخاص من كلا الجانبين، إلا أن ملفات بعض الشخصيات البارزة، مثل محمد قحطان، ظلت عالقة دون حل.

مصير قحطان يظل غامضًا

محمد قحطان، القيادي في حزب التجمع اليمني للإصلاح، اختُطف من منزله في صنعاء عام 2015 من قبل مليشيا الحوثي، ومنذ ذلك الحين لم يُعرف مصيره أو مكان احتجازه. يُعد قحطان واحدًا من أربعة شخصيات رئيسية شملتها قرارات مجلس الأمن الدولي التي تدعو إلى إطلاق سراحهم. الاتفاق الأخير في مسقط، ورغم أهميته في إطلاق سراح عدد كبير من المحتجزين، أثار خيبة أمل كبيرة لعدم إدراجه قضية قحطان، مما يشير إلى استمرار التعنت في الكشف عن مصيره.

وأكدت منظمات حقوق الإنسان الدولية، مثل هيومن رايتس ووتش والعفو الدولية، مرارًا على ضرورة الكشف عن مصير جميع المخفيين قسرًا في اليمن. وتعتبر هذه المنظمات أن إخفاء الأشخاص قسرًا يمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان، وتطالب جميع الأطراف المتحاربة بالتعاون الكامل في هذا الملف الإنساني الحساس.

تداعيات الاتفاق على مستقبل السلام

إن إغفال مصير شخصيات بارزة مثل محمد قحطان في اتفاقات تبادل الأسرى يضع علامات استفهام حول مدى جدية الأطراف في بناء الثقة وتحقيق سلام شامل ومستدام. يرى مراقبون أن عدم حسم هذه القضايا الإنسانية العالقة قد يؤثر سلبًا على أي مفاوضات مستقبلية، ويعمق من جراح المجتمع اليمني. يتطلب تحقيق تقدم حقيقي في مسار السلام معالجة شاملة لجميع الملفات الإنسانية، بما في ذلك الكشف عن مصير جميع المخفيين قسرًا وتقديم إجابات لعائلاتهم المنتظرة.