الحوثيون يعتقلون أحد أبرز قياداتهم في الحديدة بعد انهيارات ميدانية وخسائر فادحة

أقدمت مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران على اعتقال أحد أبرز أتباعها في محافظة الحديدة، غربي اليمن، في خطوة تعكس حجم الارتباك والانهيار الذي تعيشه الجماعة عقب الخسائر الكبيرة التي تكبدتها مؤخرًا في جبهات القتال، خصوصًا في محافظتي مأرب والحديدة.
وأكدت مصادر محلية مطلعة، أن مليشيا الحوثي اعتقلت الشيخ القبلي البارز أمين أحمد صالح البرعي، وهو أحد المشايخ الذين عملوا طيلة السنوات الماضية على حشد المقاتلين لصالح المليشيا في محافظة الحديدة، ويتمتع بنفوذ واسع في مديرية برع التي شهدت عملية الاعتقال.
وبحسب المصادر، فإن المليشيا وجهت للشيخ البرعي تهمة “التخابر مع الولايات المتحدة الأمريكية”، وزعمت أنه قام بتسريب إحداثيات لمواقع عسكرية تابعة لها، ما أدى إلى استهدافها مؤخرًا بغارات جوية دقيقة، يُعتقد أنها أوقعت خسائر بشرية ومادية جسيمة في صفوفها.
وتأتي هذه التطورات في وقت تشير فيه التقارير الميدانية إلى أن الحوثيين فقدوا ما لا يقل عن 70% من قواتهم في محافظتي الحديدة ومأرب، نتيجة ضربات جوية مركزة.
ويرى مراقبون أن هذا الاعتقال يعكس تصاعد حالة الشك والانقسام داخل صفوف المليشيا، خاصة بعد تعرضها لخسائر فادحة، ما دفعها إلى فتح ملفات “تصفية داخلية” تحت مبررات واهية تهدف إلى التخلص من قيادات محلية باتت تشكل عبئًا أو محل ريبة في نظر القيادة العليا للحوثيين.
ويُعرف عن الشيخ أمين البرعي ولاؤه الشديد للجماعة، حيث كان من أوائل من انضموا إليها في محافظة الحديدة، ولعب دورًا محوريًا في استقطاب المقاتلين من أبناء منطقته.
ويثير اعتقاله تساؤلات حول مصير العشرات من القيادات المحلية الأخرى التي أصبحت مهددة بالتصفية أو الاعتقال في ظل تصاعد الانهيارات العسكرية، والضغط الشعبي المتزايد على الجماعة في مناطق سيطرتها.
ويرجح أن تكون قيادة المليشيا في صنعاء قد بدأت حملة لتخويف القيادات المحلية وإرسال رسائل ترهيب لكل من يفكر بالانسحاب أو التمرد، في محاولة يائسة لإعادة السيطرة على الوضع الميداني والسياسي المتدهور، لا سيما مع التراجع الكبير في قدرتها على الحشد والتجنيد، وفقدانها ثقة كثير من الحاضنة الاجتماعية التي كانت تستند إليها في بعض المناطق.