العميد طارق صالح: لا سلام مع مليشيا احترفت الغدر ونقض العهود

أكد العميد طارق محمد عبدالله صالح، قائد المقاومة الوطنية وعضو مجلس القيادة الرئاسي، أن السلام مع مليشيا الحوثي الإرهابية أمر مستبعد، مشددًا على أن هذه الجماعة لا تفهم سوى لغة القوة، ولا عهد لها منذ عقدين، حيث احترفت الغدر ونقض العهود في كل الاتفاقات التي دخلت فيها.

وشدد خلال تدشينه ملتقى الخطباء والدعاة في الساحل الغربي، الجمعة 7 مارس 2025 على الدور المحوري للعلماء والدعاة في مواجهة الفكر الحوثي المنحرف، والتصدي لمحاولات الجماعة لتزييف الوعي الديني والوطني لدى اليمنيين.

وأكد طارق صالح، أن الساحل الغربي سيكون سندًا لكل جبهات الجمهورية في معركة واحدة ضد الحوثيين حتى استعادة الدولة، مشيرًا إلى أن المقاومة الوطنية لا تعوّل على العقوبات الدولية في مواجهة المليشيا، بل تعتمد على الله وعلى رجالها في الميدان وعدالة قضيتها ووحدة صفها.

وأوضح أن المليشيا الحوثية استغلت عامل الوقت خلال السنوات الماضية لتمكين مشروعها الطائفي، مستغلة الهدنات والاتفاقات الدولية لتعزيز نفوذها العسكري والأيديولوجي، دون نية حقيقية للدخول في أي تسوية سياسية عادلة.

وضع العميد طارق صالح النقاط على الحروف بشأن النهج الحوثي القائم على تزييف الحقائق وتحريف النصوص الدينية، مؤكدًا أن الجماعة لم تكتفِ بنشر فكرها المتطرف عبر الإعلام والمنابر، بل عملت على تنظيم نحو 200 ألف دورة ثقافية داخل وزارة الداخلية وحدها، في عملية غسل دماغ ممنهجة تستهدف تحويل الأفراد إلى أدوات تدميرية وقنابل موقوتة تستخدمها في حروبها العبثية.

وأشار إلى أن هذا المخطط ليس مجرد عملية تلقين عادية، بل هو استراتيجية متكاملة تهدف إلى خلق جيل من الأتباع المبرمجين على الطاعة العمياء للمشروع الطائفي، وهو ما يشكل تهديدًا وجوديًا لليمن وهويته الوطنية.

في سياق حديثه عن الخطاب الحوثي الموجه لخداع الشارع اليمني، كشف العميد طارق صالح عن زيف ادعاءات الجماعة بشأن دعم القضية الفلسطينية، مؤكدًا أن المليشيا ترفع شعارات نصرة غزة فقط للهروب من الضغط الشعبي الداخلي، وتستخدم هذه القضية لخداع البسطاء والزج بهم في معاركها الخاصة، دون أن تقدم أي دعم حقيقي للفلسطينيين.

وأوضح أن الحوثيين، الذين يدّعون الوقوف مع غزة، لم يوجهوا رصاصة واحدة ضد العدو الحقيقي، بينما يواصلون قتل اليمنيين وتدمير البلاد تحت شعارات كاذبة، لافتًا إلى أن المليشيا ستواصل المزايدة، لكن هذه المرة باسم العقوبات الدولية، في محاولة لخلق مظلومية جديدة تتيح لها استغلال الشارع مجددًا.

وأكد العميد طارق محمد عبدالله صالح، أن المعركة مع الحوثيين معركة مصيرية، ولا يمكن أن تُحسم إلا عبر القوة ووحدة الصف الجمهوري، داعيًا كل القوى الوطنية إلى تجاوز الخلافات والتركيز على الهدف الأكبر، وهو استعادة الدولة وإنهاء المشروع الحوثي الذي لا يشكل تهديدًا لليمن فحسب، بل للمنطقة بأسرها.

ويقول مراقبون سياسيون، أن خطاب العميد طارق صالح يعكس إدراكًا عميقًا لطبيعة الصراع مع الحوثيين، حيث لم يعد الرهان على العقوبات الدولية أو الحلول السياسية ممكنًا، في ظل تعنت الجماعة وإصرارها على فرض مشروعها الطائفي بقوة السلاح.

واعتبروا أن التحدي الأكبر اليوم يكمن في كيفية مواجهة آلة الحوثيين الأيديولوجية والعسكرية معًا، فالمعركة ليست فقط في الجبهات، بل أيضًا في وعي الناس الذين تحاول الجماعة استقطابهم عبر التضليل الإعلامي والدورات الفكرية.

وأكد المحللون السياسيون، أن الساحل الغربي بات يلعب دورًا استراتيجيًا في إعادة التوازن للمعركة ضد الحوثيين، حيث أصبح قاعدة انطلاق لقوى المقاومة الجمهورية، وهو ما قد يغير موازين القوى في المستقبل القريب، خصوصًا إذا توحدت الجبهات في مواجهة الحوثيين تحت قيادة موحدة ورؤية واضحة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *