مليشيا الحوثي تكشف حقدها ضد التاريخ اليمني وتحوّل صرح معبد أثري إلى ساحة لاقامة أنشطتها الطائفية

حولت مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، معبدا أثريا في مديرية صرواح جنوبي محافظة مأرب (شرقي اليمن) إلى ساحة لأقامة فعالياتها ومناسبتها الطائفية التي تحتفل بها كل عام، في تدمير ممنهج للمواقع الأثرية والتاريخية.

وأكدت مصادر محلية وقبلية متطابقة لوكالة خبر، أن مليشيا الحوثي اقامت في ساحة معبد عرش بلقيس التأريخي (معبد أوعال) في مديرية صرواح، فعاليتها السياسية والطائفية، المحتفية بخرافة ما اسمته عيد الغدير أو “عيد الولاية”، في مسعى منها لترسيخ وتكريس خرافة الحق الإلهي في الحكم، دون بقية اليمنيين.

وأوضحت المصادر، أن المليشيا تمركزت وحشدت عناصرها إلى داخل المعبد الأثري، بشكل عبثي، وحولته بعد نهبه إلى ساحة لفعالياتها الطائفية وثكنة مسلحيها، دونما مراعاة لما يمثله واعمدته ونقوشه السبئية، من أهمية ثقافية وتاريخية.

وقامت عناصر المليشيا برفع لافتات أنشطتها الطائفية، والصقت صور الصريع حسين الحوثي (شقيق زعيمها)، على جدران المعبد الاثري، ودون عناصرها وآخرين اسمائهم على اعمدته بمادة الطلاء، في تدمير وعبث متعمد، وفقا للمصادر.

ولفتت المصادر الى ان المليشيا سبق وأقامت في ساحة ذات المعبد، حفل استقبال للأسرى من مقاتليها من أبناء محافظتي مأرب وشبوة، الذين افرج عنهم مؤخرا. كما نظمت قيادة ماتسمى المنطقة العسكرية الثالثة التابعة لها، في اواخر فبراير الماضي فعالية خطابية إحياء للذكرى السنوية لمؤسس الجماعة الصريع حسين بدر الدين الحوثي.

وشن ناشطون ومهتمون بالآثار والحضارة اليمنية القديمة، موجة انتقادات واسعة ضد الاعتداءات والانتهاكات الحوثية الصارخة، والمتكرر، وما يرافقها من عبث المتعمد للمعبد والموقع الأثري، باعتباره احد أبرز المعابد والمواقع التأريخية والاثرية، في مأرب واليمن ككل.

واعتبروا توجيهات، محافظ مأرب علي محمد طعيمان، ورئيس الهيئة العامة للآثار والمخطوطات والمتاحف عُباد بن علي الهيال، المعينان من المليشيا، خلال زيارتهما الموقع نهاية يناير الماضي، بتعزيز سوره، وتكليف حراسة لحمايته، وتركيب كاميرات مراقبة، ما هي إلا ذر الرماد على العيون، وتضليل على الاعتداءات المتكررة للمليشيا.

وناشد مهتمون بالأثار، منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) والمنظمات الدولية المهتمة بالمعالم والمواقع الأثرية في اليمن، بالتدخل العاجل والضغط على المليشيا بايقاف العبث الممنهج، للحفاظ، على الإرث التاربخي والحضاري، والعمل على حماية المعبد الأثري العريق.

ويعد معبد صرواح (أوعال صرواح) واحدا من اهم المعابد الأثرية والتاريخية في البلاد، والذي يعود تاريخه للألف الأول قبل الميلاد، ويوجد فيه «نقش النصر» الذي يعود تاريخه إلى القرن السابع (ق.م). ويعد هذا النقش من أهم وأطول نقوش تاريخ اليمن القديم، كما توجد فيه العديد من المعالم المعمارية والأعمدة والنقوش السبئية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *