في ذكرى انطلاقتها الثالثة .. لماذا يثق اليمنيون بـ«المقاومة الوطنية» في الساحل؟

تهامة نت_متابعات

بعد أن يأس الكثير من اليمنيين من إطالة أمد الحرب في بلادهم ،وعدم إحراز أي تقدم ضد المليشيات الحوثية الموالية لإيران في مختلف جبهات القتال، برزت في التاسع عشر من إبريل 2018،قوة يمنية جديدة ،استبشرالناس بتأسيسها حينما دكت معاقل مليشيات الكهنوت الإمامي الجديد في العديد من مناطق الساحل الغربي اليمني،في وقت قياسي،الأمر الذي دفع اليمنيين لمقارنة بين ماسطرته قوات المقاومة الوطنيةمن ملاحم بطولية،وبين الاستغلال الخاطىء للدعم المقدم من التحالف العربي من قبل قوى حزبية يمنية متسترة بالدين،تتلكأ في مقاومتها للمشروع الحوثي السلالي،لأسباب وحسابات ضيقة.


وأصبح لسان حال اليمنيين الذين رصدت “منصة26سبتمبر” أرائهم والتقت البعض منهم ،في الذكرى الثالثة لإنطلاقة المقاومة الوطنية في الساحل الغربي:”نحن نثق بالمقاومة الوطنية” وقياداتها. فمن أين جاءت تلك الثقة؟ولماذا؟

لأجل اليمن :


من “صنعاء، وذمار،وحجه،وعمران ،وإب،وعدن وتعز والحديدة”،وغيرها من المحافظات اليمنية تشكلت وحدات وألوية المقاومة الوطنية العسكرية في الساحل الغربي، كانت المهمة شاقة ،وفي بعض الأحيان مستحيلة أن يجتمع كل هؤلا من محافظات شتى وبالأخص القادمين من المناطق الواقعة تحت سيطرة المليشيات الحوثية.

يتذكر (ج ع)، وهو أحد منتسبي المقاومة الوطنية كيف أتخذ قرار مغادرته العاصمة صنعاء الى الساحل الغربي للإنظمام إلى المقاومة الوطنية،قبل قائلاً «حينما وجدنا أنفسنا نحن منسبي وزارة الدفاع اليمنية بأننا سنصبح فريسة للمطامع الإيرانية في اليمن وأننا سنكون الأداة المنفذة لذلك المشروع الفارسي،قررت أنا وخمسة من زملائي الإنظمام إلى القوات الحكومية المناهضة للإحتلال الإيراني في اليمن،فكانت وجهتنا مدينة مأرب ،فأنظمينا لإحدى الوحدات القتالية لكننا صُدمنا من تعامل بعض القيادات العسكرية لنا،حيث كنا نعاني من التشكيك في مواقفنا ،والتمييز بيننا وبين أخرين ،بسبب عدم رغبتنا بأن نكونمنزين تحت اية قوى تحمل ايدلوجيات دينية،لأننا لم نقاتل إلا لأجل اليمن ».

لم يستقر لـ(ج ع) المقام به وبزملائة في مدينة مأرب،فحينما علمو بأن المقاومة الوطنية بدأت تتأسس في الساحل الغربي، شدو رحالهم إلى مدينة المخا،وفيها استقبلهم قادة المقاومة الوطنية بحفاوه.

يقول(ج ع)في حديثه لـ”منصة26سبتمبر”،«كنا متحمسين لقتال الحوثيين البغاة،فوجدنا الساحل الغربي جبهة مشتعلة احرقت المليشيات الحوثية،لم يكن همنا سوى تحرير الحديدة والوصول إلى صنعاء،وأستمرينا في العزم على استكمال تحرير مناطق شاسعة حتى تم توقيع اتفاق استوكهولم المشئوم».


شعار الفداء :

ومن منطقة جبل الشرق بأنس ذمار يقول (و أ)،أنه والعشرات من أبناء منطقته قرروا الإنظمام للمقاومة الوطنية حينما علموا بأن قائدها العميد طارق،الذي كان قد رفع في معقل الحوثيين شعار بالروح بالدم نفديك يايمن نفديك ياصنعاء نفديك ياعدن مقابل شعار الموت الحوثي.

وفي حديثه لـ”منصة26سبتمبر”،يقول(و أ)،«أيضاً ، كان اختيار الساحل الغربي لإنطلاق المقاومة الوطنية ضد المليشيات الحوثية موفقاً، ومحفزاً لأن السيطرة على ميناء المخا وميناء الحديدة معناه قطع شريان كل أوجه الدعم للمليشيات الموالية لإيران، وهو الأمر الذي دفعني أنا وزملائي الإنظمام للمقاومة الوطنية لأننا ندرك بأننا نسير نحو الهدف والطريق الصحيح».

استطاعت المقاومة الوطنية تحقيق الكثير من الإنجازات العسكرية في مختلف ميادين وجبهات الساحل الغربي،ولم يكن لذلك أن يتأتي إلا بسبب الإهتمام الذي أولته قيادة المقاومة بالجنود والضباط وكافة منتسبي المقاومة،على كافة الأصعدة يقول الناشط عدنان الغيل،ويضيف متحدثاُ لـ”منصة26سبتمبر”،«لم نسمع عن قيام قادة في المقاومة باستقطاعات غير قانونية لمرتبات ومكافأت المنتسبين،بل على العكس أنشأت قيادة المقاومة المستشفيات والمراكز الصحية التي تقدم خدماتها لكافة منتسبي المقاومة،وأخذت قيادة المقاومة على عاتقها الاهتمام بعائلات منتسبيها فأنشأت المبان السكنية والمدارس، وكان لها أهداف استراتيجية بعيدة المدى».


يرى الناشط جواد قايد المقطري،بأن المقاومة الوطنية في الساحل الغربي منذ تشكيلها ، لم تكن حكرا لشخص أو لفئة أو محسوبة على حزب اومنطقة بعينها وهذا ما يلمسه العدو قبل الصديق بانها عبارة عن خليط متجانس من كل مناطق اليمن.

كان المعيار الوحيد لتأسيس المقاومة الوطنية هو تحقيق الهدف الاسمى وهو القضاء على الانقلاب الحوثي وما ترتب عليه من تداعيات وانعكاسات خطيرة أوصلت الوطن الى ماهو عليه.يقول المقطري,ويضيف
« ميزة تنفرد بها المقاومة الوطنية أنهاتنبذ العنصرية أيا كانت ،وأيضاً التعبئة الخاطئة ،لادراك قيادتها الحكيمة أن مثل ذلك السلوك لا يخدم سوى العدو المشترك بوجود كيان هش وضعيف أمامه يسهل النيل منه حتى بدون مواجهات مباشرة من خلال الاختراقات التي قد يلجأ اليها المتربصين على امتداد الساحة لحسابات لاترقى الى مستوى الاحساس بالواجب الديني والاخلاقي والوطني»
ويؤكد المقطري في حديثه قائلاً«لا نبالغ أن قلنا ان المقاومة الوطنية في الساحل الغربي هي النواة للجيش اليمني ».

لامكان للولاية الحوثية :

في الحديدة ينظم العشرات من أبنائها للمقاومة الوطنية، بشكل يومي،رغم محاولات الترهيب التي تمارسها المليشيات الحوثي لمنع
وفي محافظة تعز، يشير مراسل”منصة26سبتمبر”، أن الناس في المدينة القديم، وفي منطقة الضباب،وجبل صبر،وغيرها من المناطق التعزية،يعبرون عن اعتزازهم بماتحققه المقاومة الوطنية من انتصارات وثبات في وجه الصلف الحوثي.

في إحدى وسائل النقل العامة تحدث سليم الصلوي أحد ساكني تعز ،لـ”منصة26سبتمبر”بأن ألة الدعاية الإخوانية لاتعبر عن الموقف الحقيقي لأبناء تعز من المقاومة الوطنية في الساحل الغربي وقيادتها،فأبناء تعز بعد ستة أعوام أدركوا أن المقاومة الوطنية هي المنقذ الحقيقي للوطن من المليشيات الإيرانية وهي التي ستحرر كافة المناطق اليمنية».

أما في صنعاء فيتحدث الناس في المقايل والميادين عن ثقتهم بقائد المقاومة الوطنية العميد طارق صالح،من تخليصهم من المليشيات الكهنوتية وعن ذلك يقول المواطن عبدالباسط الغيثي«من داخل منازل كبرى العائلات اليمنية في صنعاء يحث كبار السن أبنائهم على أن ينظموا للمقاومة الوطنية في الساحل،لأنها المعبر الحقيقي لإرداة اليمنيين في بناء دولة جديدة لكل اليمنيين».

ويضيف:«يخشى الحوثيون من مقاومة الساحل الغربي لأنهم يعرفون جيداً أنها ستصل اليهم طال الوقت أو قصر،وستقضي على احلام الكهنوت بمايسمى بالولاية، وهو الأمر الذي أكده العميد طارق صالح في حديثه الأخير،لذا نثق بأن مقاومتنا ستثأر للوطن، وسنلتحم جميعنا من في صنعاء بمن سيصلون الينا من ابنائنا واشقائنا في المقاومة».

لم تكشف قيادة المقاومة عن العدد الفعلي للقوات المنتسبة للمقاومة الوطنية في الساحل الغربي، بسبب أن ذلك يُعد ضمن الأسرار العسكرية التي لايُحبذ الإعلان عنها،في الوقت الراهن.بحسب حديث مصدرعسكري في المقاومة لـ”منصة26سبتمبر”،لكن المصدر أكد أنه لايخلو يوم من تسجيل منتسبين جدد من كافة المحافظات اليمنية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *