حيس في ذكرى تحريرها الثالثة.. جعل منها ستوكهولم تحريراً منقوصاً

الخامس من فبراير للعام الفين وثمانية عشر (2018م) خسرت المليشيات الحوثية الموالية لإيران مدينة حيس الواقعة جنوب الحديدة وتعد ثَانِ مدينة تِهامية يتم انتشالها من بين انياب الحوثي بعد مدينة الخوخة الساحلية بسواعد ابطال الوية المقاومة التهامية والعمالقة بدعم وإسناد من التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.
وانطلقت عملية التحرير ظهر يوم الإثنين، وخسرها الحوثي في اقل من ساعتين، وتم تحرير وتطهير مركزها من المليشيات بالكامل، وتتوسط هذه المدينة ثلاث محافظات، يحدها من اتجاهات الجنوب تعز والشرق إب والشمال الحديدة، ويسكن فيها قرابة 35 الف نسمة، وعاشت حيس في رخاء وأمان وعادت ملامح الدولة والاستقرار فيها واستبشر المواطنون خيراً بالتحرير.
لكن المليشيات لم يروق لها عيش ابناء هذه المدينة في سلام وأمان، فزرعت آلاف الألغام في الطرقات والقرى والمزارع، واعاقت الأهالي من العبور والوصول إلى مساكنهم، وباتت القوات المشتركة تعمل بذراعيها في خدمة وتأمين المواطنين، وسعت فرقها الهندسية من تطهير وتأمين عدد من القرى السكنية التي لغمتها المليشيات بشبكات الألغام والمتفجرات قبل دحرها من تلك المناطق.
وباتت اكثر من (40) قرية تخاضع لسيطرة هذه المليشيات ممتلئة بحقول الألغام والعبوات الناسفة التي زرعتها بشكل عشوائية والتي سيدفع ثمنها المواطنين الأبرياء، وجاء اتفاق ستوكهولم بدعم اممي منقذاً للمليشيات بعد ان اوشكت طاقة المليشيات على الإنتهاء بهدف هدنة لعملية إحلال السلام في مدينة الحديدة وريفها، وهجرت (10) قرى ريفية تهجيراً قسري واتخذت من مساكن الأهالي كتحصينات ومنطلقاً لعملياتها الإرهابية.
وتمكنت المليشيات من استعادة طاقتها وتمركزت في اطراف هذه المدينة ونصبت كل اسلحتها الرشاشة ومرابض مدفعية الهاون واتخذت خنادق وانفاق، وركزت اسلحتها تجاه الأحياء وباشرت مسلسل إجرامها على الأحياء وتسببت في تدمير المئات من المنازل والمنشآت العامة والخدمية، وفجرت عدد من المنازل والمدارس والجسور ومشروع مياه الدنين عقب دحرها من المدينة.
وخلفت ايضاً أكثر من (450) قتيلاً وجريحاً غالبيتهم نساء وأطفال وكبار سن مدنيين، بحسب إحصائيات منظمات حقوقية محلية، ولا يزال الحوثي يدفع بكل قوته من خلال تنفيذ محاولاتي التسلل والهجمات لإسترجاع هذه المدينة التي انتشلت من أنيابه بسواعد الرجال الأبطال، ولاتزال المليشيات تحاول وتنفذ مرارة وتكراراً لعملياتها الإرهابية لكن القوات المشتركة باتت هي اليد التي تُأمن وتدافع عن هذه المدينة من بطش الإرهاب الحوثي.
ولا تزال حيس في الذكرى الثالثة لتحريرها عنوان للتحرير المنقوص ومسرحاً للقرارات الأممية الذي الذي جعل منها ستوكهولم ارضاً لمرمى قذائف الموت الحوثية التي تطال الأحياء والمدنيين فيها بشكل يومي ومتعمد، جراء القرارات التي فرضتها الأمم المتحدة كهدنة لعملية السلام واستغلتها المليشيات لصالحها، بدل ان تلتزم بها، وجعلت منها مسرحاً لمزيد من القتل والبطش، وبات اتفاق السويد حبر على ورق وتعبث به المليشيات كيفما تشاء دون أي رادع يوقف عبثها من قبل المجتمع الدولي.