الوضع الإنساني في اليمن.. قنبلة موقوتة على حافة بركان

فيما طال أمد الحرب في اليمن أكثر مما يُطاق على الإطلاق، فإنّ الأمور تتجه نحو مزيد من التردي المعيشي على نحو مرعب.

ففي أحدث ما كُشف في هذا الإطار، حذّر عاملون أمميون في المجال الإنساني من أن الوقت ينفد لتجنب خطر المجاعة في اليمن.

وفي التفاصيل، قال برنامج الغذاء العالمي إن هناك 360 ألف طفل معرضون لخطر الموت، من بين مليوني طفل يحتاجون إلى علاج من سوء التغذية الحاد.

وخلال مؤتمر صحفي في جنيف، صرّح المتحدث باسم برنامج الأغذية العالمي، تومسون فيري، بأنّ هذه الكارثة قنبلة موقوتة، داعيًّا العالم إلى التحرك الآن.

من جانبه، قال المتحدث باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة، بابار بالوش في المؤتمر، إن المجاعة تلوح في الأفق لمئات الآلاف من النازحين داخليًا، مشيًرا إلى أنَّ هناك 16 مليون شخص لا يستطيعون وضع الطعام على مائدتهم.

وأشار إلى مسح جديد للأمن الغذائي للأمم المتحدة في اليمن أظهر أن مخاطر الظروف “الشبيهة بالمجاعة” آخذة في الازدياد.

متحدث المفوضية شدد على أنه مع تفاقم التضخم وتراجع فرص كسب العيش، لم تعد الأسر قادرة على تحمل تكاليف الوجبات الأساسية.

هذا التوثيق المرعب يكشف هول ما يعيشه اليمن من جرّاء الحرب العبثية الحوثية التي صنعت أزمة إنسانية مُصنّفة بأنّها الأشد بشاعة على مستوى العالم.

وأدت الحرب الحوثية إلى ظهور حالة فقر حادة ومروعة، تخلّلها أيضًا تفشي مرعب في أزمة الجوع، وظهرت معاناةٌ مروّعة في إمكانية الحصول على وجبة غذاء بشكل يومي.

ولعل الجانب الأكبر من المسؤولية في هذا الإطار يتمثّل في إقدام الحوثيين على نهب المساعدات الإغاثية والإنسانية، وهو ما ساهم في تردي الأوضاع الإنسانية بشكل فظيع.

ودأبت المليشيات الموالية لإيران على نهب المساعدات الإنسانية، وزرعت العراقيل الشديدة في سبيل وصولها لمستحقيها، وهو ما ضاعف من المعاناة بشكل كبير.

وحتى لا تخرج الأمور عن السيطرة أكثر من ذلك، فهناك ضرورة ملحة لأن يمارس المجتمع الدولي استراتيجية فعالة فيما يتعلق بالعمل الإغاثي، وألا يترك نفسه فريسةً أمام الجرائم الحوثية.

المجتمع الدولي، عبر منظماته الإغاثية، مطالبٌ بإيجاد حلول سريعة وعاجلة من أجل تسيير المساعدات وفق مسارات بعيدة عن هذا الإرهاب الحوثي الذي لا يُطاق على الإطلاق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *