بيوت مهدمة وكارثة بيئية.. هذا ما تبقى من اتفاق ستوكهولم

بعد عامين من توقيع اتفاق ستوكهولم في 13 ديسمبر من العام 2018، لم يتبق من الاتفاق سوى حالة الدمار التي أصابت محافظة الحديدة والتي أضحت مهددة بكارثة بيئة محققة جراء تعنت المليشيات الحوثية بشأن صيانة خزان صافر، مع توالي القصف المدفعي على منازل المواطنين واختراق الهدنة مئات المرات يوميا.

فشلت الأمم المتحدة في إنزال بنود الاتفاق على الأرض وعجزت خططها عن وقف إطلاق النار الذي ظل مستمرا منذ توقيع الاتفاق حتى وقتنا هذا، ولم تمارس أي ضغوطات حقيقية على العناصر المدعومة من إيران لإرغامها على تنفيذ الاتفاق، وأخذت مسافات متباعدة تاركة المليشيات الحوثية تتمادى في خروقاتها إلى أن طالت الاستهدافات أطقم الأمم المتحدة ذاتها.

بعد عامين من الزيارات والمفاوضات وخطط السلام ونقاط التطبيق على الأرض لم يتغير الوضع في محافظة الحديدة التي أَضحت تئن من الضربات الحوثية المتلاحقة والتي تخرق جميع الأعراف والقوانين الدولية، بل أنها أصبحت تتخذ من الساحل الغربي كأداة لتهديد حركة الملاحة في ساحل البحر الأحمر، بما أدى لتفاقم حالة الفوضى في المناطق المتاخمة للحدود الساحلية.

عامان من المراوغات والألاعيب التي اعتادت عليها المليشيات الحوثية من أجل إجهاض أي محاولة من شأنها إحلال السلام في محافظة الحديدة، فيما تصمد القوات المشتركة في مواجهة الاعتداءات اليومية والمتكررة على قواتها وعلى المدنيين أيضا، وهو ما كبد العناصر المدعومة من إيران خسائر فادحة.

وفي المقابل لم تضغط الشرعية باتجاه تنفيذ بنود اتفاق ستوكهولم ويبدو أنها قد ارتضت بالواقع القائم لخدمة مشروعها تحالفها الخفي مع العناصر الحوثية، وتعد خيانة قوات الشرعية سببا رئيسيا ومباشرا في فشل إنزال الاتفاق على الأرض.

ومن جانبه دعا رئيس بعثة دعم اتفاق الحديدة (أونمها)، رئيس لجنة تنسيق إعادة الانتشار الفريق أبهيجيت غوها، اليوم الأحد، إلى التنفيذ الكامل للاتفاق.

وقال في بيان، بمناسبة الذكرى السنوية الثانية لاتفاق ستوكهولم، إن التحديات مستمرة على الرغم مما وصفه بأنه تقدم مهم، وشدد على وقوع أعمال عنف تقوض روح اتفاق الحُديدة، مؤكدًا الحاجة إلى تجديد التزام طرفي الاتفاقية، والمساعدة في إنهاء معاناة الناس .

وفي الذكرى الثانية للاتفاق، حلقت اليوم الأحد، ثماني طائرات بدون طيار (مُسيرة)، أطلقتها مليشيات الحوثي المدعومة من إيران، في سماء مدينة الحديدة، واستهدفت المُسيرات – بحسب مصادر ميدانية بالقوات المشتركة – مركز مدينة التحيتا والجبلية ومديرية حيس في المحافظة.

كما استهدفت مليشيات الحوثي الإرهابية، اليوم الأحد، المنازل والمساجد في قرية بيت مغاري بمديرية حيس، في محافظة الحديدة، وألحق اعتداء المليشيا المدعومة من إيران، – الذي شنته بمختلف أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة – خسائر فادحة في القرية، وكشف مقطع مصور الخسائر التي تكبدها المواطنون من العدوان الحوثي.

وقتلت القوات المشتركة، أمس السبت، قياديًا ميدانيًا حوثيا، خلال تصديها لعدوان شنته المليشيا الإرهابية، في التحيتا بمحافظة الحديدة، ولقي عدد من عناصر المليشيا الإرهابية مصرعهم في محاولة التسلل إلى خطوط التماس في التحيتا، بالإضافة إلى جرح آخرين.

وكشف مصدر ميداني عن إحباط محاولة تسلل العناصر الحوثية الإرهابية، مؤكدا أن المليشيا المدعومة من إيران تخلت عن جثث قتلاها.

المشهد العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *