توحيد الصف اليمني

كتبه ليلى بن هدنة

بدأ اليمن يخطو خطوات سليمة نحو تحقيق الاستقرار الداخلي وتوحيد الجهود لمواجهة تمدد الخطر الحوثي، حيث إن بدء انسحاب القوات الحكومية وقوات المجلس الانتقالي الجنوبي من خطوط التماس في محافظة أبين إلى مواقع أخرى تحت إشراف قوات تحالف دعم الشرعية يعد بمثابة بادرة أمل جيدة لتسوية نهائية لأزمة اليمن.

إقامة جسور متينة من الثقة والتفاهمات بدلاً من الانقسام والتناحر ستساهم دون أدنى شك في بناء الدولة المدنية الاتحادیة الحدیثة وقطع دابر المشروع الإیراني الذي یستھدف الیمن والمنطقة. إلا أن إثبات ذلك يكمن في تمكنهما من التغلب على العقبات الكثيرة أمام عملية التنفيذ.

وغني عن القول إن تحقيق السلام والوحدة في اليمن أمر ضروري من أجل الاستقرار الإقليمي وتلبية الاحتياجات الملحة للشعب اليمني. فالاتفاق يعيد تصحيح المسار لمواجهة المشروع الحوثي في البلاد، ويمهد للحل السياسي ويعزّز جهود مواجهة فيروس كورونا.

التهديد الحقيقي في اليمن يتمثل في الخطر الحوثي الفئوي، لذلك فإن تفعيل اتفاق الرياض يعد خطوة كبرى نحو تأسيس واقع يمني جديد يؤسس للتوافق الداخلي، وتوحيد الجهود بين الفرقاء لمواجهة خطر الميليشيا بما يحقق أمن واستقرار اليمن الداخلي بما ينسجم مع أهداف التحالف العربي الذي جاء بهدف استعادة الدولة.

هذا التلاحم والتوافق، الذي يحصّن اليمن من مخاطر التفتيت، لا شك أن أول المتضررين منه هم الحوثيون الذين استفادوا من الوضع لزيادة جرعة معاناة اليمنيين، فالاتفاق سيساهم في تلبية الاحتياجات الملحة للشعب اليمني والحيلولة دون انزلاق البلد نحو المزيد من الانقسام والتفكك، فمهما كانت هذه الخلافات فلن تصل إلى مستوى الخلافات مع الحوثي الذي يشكل خطراً وجودياً على الدولة اليمنية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *