الصحفي عايش.. يتحدث عن الخُمس الحوثي

تهامة نت/متابعات 

 

وصف الكاتب والصحفي محمد عايش لائحة الزكاة التي أصدرتها جماعة الحوثي في صنعاء بأنها الوثيقة الأكثر تعبيرا عن العنصرية في عالم الناس الحديث كله، مثلها مثل وثائق الأبرتايد والنازية والوثائق المؤسسة لـ “الصهيونية” بالضبط وبالحرف.

 

وقال عايش في منشور على صفحته بمنصة الفيسبوك اليوم الاثنين يونيو 2020، “الخمس، لدى الحوثيين، مسألة دِين ونصوص قطعية لا تحتمل “النفاق” ولا المجاملات، ولا سبيل لإرضاء الذائقة العامة، مثلاً، بالتنازل عنها، ولا يستطيع الحوثيون أن لا يكونوا عنصريين، فهم مثقلون بميراث فقهي لا يمكن أبدا أن يسمح لهم بالانتماء إلى “الإنسانية” المعاصرة أو إلى أي مفهوم من مفاهيم المساواة والعدالة”.

 

وفند في منشوره الأسباب التي فرضت تلك العنصرية على جماعة الحوثي، والتي تجعل من الصعب جدا عليها أن تنمي إلى الإنسانية، في مقدمتها الأسباب السياسية المتمثلة بوجوب أن يكون الحاكم هاشمياً، ولايمكن للجماعة، حتى لو أدركها الفناء، أن تتخلى عن فكرة الأحقية الحصرية لـ”الهاشميين” في الحكم والولاية.

 

وأعاد ذلك المعتقد السياسي إلى أن الولاية “العلوية الفاطمية” محل إجماع أئمة الزيدية، ومن تبنى من هؤلاء الأئمة وجهة نظر مختلفة، وقال بجواز الإمامة في “سائر الناس” فقد قال ذلك انطلاقاً من مبدأ عنصري هو “جواز ولاية المفضول مع وجود الفاضل”، والتي وصفها عايش “بأنها عبارة فقهية عنصرية بالغة الوقاحة، ولكنها تكاد تكون مقولة يومية عادية في التراث الذي ينتمي إليه الحوثيون، ومعناها أنه يجوز ان يتولى الإمامة مَن هو “أدنى” نسبًا مع وجود الهاشمي الأفضل نسبًا إذا اقتضت الضرورة ذلك!.”

 

أما عن الأسباب الاقتصادية للخُمس فتنبأ عايش بتطور فرض تلك الجباية، بقوله: “ربما سيتطور الأمر لدى الحوثيين لاحقا ليصبح الخمس مفروضا حتى على المرتب الشهري للمواطن، كما هو الحال لدى مرجعيات الشيعة الاثني عشرية”.

 

وأعاد ذلك إلى ورود ذلك في كتاب “الأزهار في فقه الأئمة الأطهار” (القرن التاسع الهجري)، والذي يُعد المرجع الرسمي والنهائي في فقه الزيدية: ” لا يستحق الهاشميون خمس غنائم الحرب، أو معادن ما تحت الأرض فقط، ففي ، فإن الخمس يجب في كل شيء حتى في الحطب وحشائش الأرض والعسل والعنبر و … الخ”.

 

 

واستعرض عايش وجهات النظر المتعلقة بعدم جواز زواج الهاشمي أو الهاشمية من خارج عرقهما خصوصا “الفاطميين” والتي يقصد به أبناء فاطمة أبنة النبي كما جاء في الكتاب ذاته، وأعتبرها أحد المسائل الاجتماعية الهامة في قضية الخُمس.

 

وأضاف عايش” حتى في مسائل الإيمان والتعبد فإن المرجعية في كل الأمور يجب أن تكون (هاشمية)”، ثم قدم تفصيل بعض المسائل المتعلقة ببناء المساجد والإمامة في الصلاة وصلاة الجمعة.

 

وأكد عايش بأن كلامه ليس هجوما على الزيدية، التي يجمع الجميع على أنصافها كما تتعمد آلة التضليل الحوثية تصوير الأمر، وقال: “الحوثيين ينتمون الى أسوأ نسخ الزيدية راديكالية وتطرفا خصوصا على المستوى العرقي”

 

وقال: “أن حجم تعييناتهم السلالية –الحوثيين- في مناصب الحركة ومناصب الدولة معاً تكشف عمق مأزقهم، فضلاً بالطبع عن إقرارهم لكارثة الخمس؛ الكارثة الفارقة في قصة اليمنيين المؤلمة مع هذه الجماعة”.

 

ودعا عقلاء الحوثيين ومثقفيهم، أو براغماتييهم وانتفاعييهم على الأقل يحتاجون إلى وقفة جادة أمام المقولات العنصرية داخل تراثهم، مثلما يحتاج اليمنيون إلى وقفة جادة أمام عنصرية الحوثيين.

 

وأكد بأن “الوعي العنصري لدى الجماعة بقدر ما يحول اليمن الى معتقل عرقي كبير فإنه يمهد الطريق أمام العالم للتعامل مع جماعتهم بنفس الطريقة التي تعامل بها مع النازية والأبرتايد ومقولات تفوّق العرق الأبيض وسواها”.

 

واختتم عايش كلامه بالحقيقة التي يتعمد الجميع غض الطرف عنها، بقوله “لو كان لدى اليمنيين حركة مدنية، متحررة عن توجهات أطراف الصراع وعن الحوثية والشرعية والتحالف والسعودية والإمارات، لتمكنوا من إدانة وعزل الحوثيين عالميا عبر الاكتفاء بوثيقة الخمس”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *